السبت، 3 سبتمبر 2016

مقال ديني

يقول أحمدبن حنبل "ماجاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب عليه السلام ... ويقول إسماعيل القاضي والنسائي وأبوعلي النيسابوري ، لم يرد في حق أحد من الصحابه بالاسانيد الحسان أكثر مما جاء في حق علي ......
.
. ما الذي جعل النبي يمدح علياً أكثر من غيره من الصحابه ..
لا شك أن علياّ كان من أعظم المناضلين المجاهدين في الحروب التي خاضها الاسلام في حياه النبي ... فعلي كان البطل المجلي في حروب بدر وأحد والخندق وخيبر وحنين ومن يدرس هذه الحروب دراسه إمعان وتمحيص يجد علياّ فيها بطلا مغواراّ لايشق له غبار ...
وقد قتل علي جميع من بارزهم كائناّ من كانوا حتي إنه إشتهر بين الناس في ذلك الحين :- أن عليّا لا يبارز أحداّ إلا قتله ..

الظاهر أن النبي أعجب بهذه البساله النادره  التي أبداها في خدمه النبي ودعوته فكان النبي يمدحه في كل مناسبه .
وتناول الناس هذا المديح من النبي وتداولوه وحفظوه . وربما أضافوا عليه من عندياتهم "كما فعل الشيعه"

.
.
. روي ابن حجر في في الصواعق المحرقه :-
أن عليّا دخل علي النبي صلي الله عليه وسلم ذات يوم وكان عنده عمه العباس . فقام النبي يقبل عليّا ثم قبله مابين عينيه وأجلسه علي يمينه . فسأل العباس النبي أتحبه؟ قال النبي ياعم والله ... لله أشد حباّّ له مني إن الله عز وجل جعل ذريه كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا :-
.
. إشتكي بعض الصحابه إلي النبي ذات يوم من علي ..
فبدأ الألم علي وجه النبي . وقال ماتريدون من علي ؟ ماتريدون من علي؟ ماتريدون من علي؟ .. علي مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي ...
إذن كان علي قريب إلي قلب النبي والي عقله ايضا ..

فهو ربيبه وزوج ابنته من ناحيه ، وهو بطل من ابطال الجهاد في سبيل الله من ناحيه أخري .. وندر من الصحابه من نال عند النبي مثل هذه الحظوه التي نالها علي .... علي حسب تعبير العقاد في عبقريه الامام..

.
يقول العقاد أيضا .. إن النبي كان يحب عليّا ويحببه إلي الناس لكي يمهد له سبيل الخلافه من بعده .. والنبي في رأي العقاد لم يفرض رغبته هذه علي الناس ، إنما أراد أن يختاره الناس طواعيا وحبا ....
والعقاد يحاول بهذا الرأي أن يتوسط بين العقيدتين السنيه والشيعيه في قضيه الخلافه . وهو في الواقع رأي لايخلو من قوه :-
إن الشيعه يؤمنون بأن النبي أوصي بالخلافه لعلي  من بعده بشكل واضح وصريح لا مجال للمناقشه فيه ...
أما أهل السنه فيؤمنون بأن النبي لم يوصي لاحد بالخلافه وتركها شوري يختار الناس لها مايشاؤون ....
جاء العقاد برأي يحاول أن يوفق بين هاتين العقيدتين المتناقضتين ، فقال إن النبي أحب إستخلاف علي من صميم قلبه ، ولكنه لم يعلن ذلك صراحاّ ، فهو قد مهد ولمح لكي يحبب إلي الناس إنتخاب علي من بعده طواعيه وإختياراّ ...

ولكن هذا الرأي لايرضي الطرفين . والمشكله أن الطرفين لم يختلفا في شئ كما إختلف في هذا الموضوع ...
كان عليّا يري إنه الاحق بالخلافه . لكنه لما رأي الناس بايعوا ابوبكر بايعه معهم ...
فلما جاء خالد وابوسفيان يحرضانه علي الثوره علي ابي بكر طردهما ونظر في مصلحه الاسلام .. حيث أغفل مصلحته الخاصه ...

إنه إعتبر هذا التحريض ذا غايه شخصيه فأغمض عينيه عن الدنيا ....
وضرب بذلك مثلا رائعاّ في نزاهه القصد والتفاني في المبدأ...

يحكي أن فاطمه لامت عليّا علي سكوته هذا فقال لها وكان صوت المؤذن يجلجل في السماء آنذاك :-
لوشهرت سيفي لما سمعت إسم أبيك في أذآن بعد الان .......

أخلص علي لأبي بكر ولعمر من بعده
والظاهر أن علي لم يتألم لفوات الخلافه منه في عهد ابي بكر وعمر ...... ولعل فواتها منه بعد عمر هو الذي أثار أشجانه وحز في قلبه وله الحق في ذلك ..

المصادر:-
مسند الامام أحمد
الصواعق المحرقه. لابن حجر الهيثمي
فضائل الامام للامام النسائي صاحب السنن
مقدمه ابن خلدون
عبقريه الامام للعقاد

علي صوت العداله الانسانيه لجورج جورداق

علي إمام المتقين عبدالرحمن الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق