الجمعة، 26 أغسطس 2016

عمر طاهر : بضهر الايد

النجاح ب ( ضهر الإيد)
هناك خبر (بايخ)، و آخر جيد
الأول أنه لا توجد وصفة محددة للنجاح في مصر، لا توجد وصفة لدرجة أنك تعيش في بلد النجاح فيه خطر مثل الفشل تماما.
لا يوجد طريق واضح تسلكه حتى نهايته فتصل إلى ما تريد.
الأمر لا يعرف أية قوانين واضحة و ثابتة حتى أن الواحد يندهش من كون الأعمال اللى كتبها ب(ضهر ايده) كناية عن نصف تركيز نصف حماس نصف إخلاص تحقق نجاحا يفوق تلك التي بذل الواحد فيها كل ما يقدر عليه من إخلاص و تركيز.
أما الخبر الجيد فهو كون عدم وجود كتالوج أمر مثير وممتع للغاية.
عندما تتابع فيلما كلاسيكيا تتوقع أحداثه و نهايته ستتابعه و أنت تجرى مكالمة تليفونية أو تتجول بين حسابات الأصدقاء على فيس بوك أو تطلب ساندوتش من كوك دور، لن يفوتك شيء، و المتعة ناقصة.
لكن عندما تتابع فيلما يصعب توقع أحداثه و كل دقيقة تتغير فيه الدراما و أحوال الأبطال و يختفى أشخاص و يظهر آخرون، ساعتها ستتابع بكامل تركيزك و ستغرق في المتعة.
كذلك النجاح، لن يكون ممتعا إذا كان الطريق واضحا للجميع و قواعده ثابته و كلاسيكية، ستكون قصص النجاح كلها نسخة واحدة يتغير فيها أسماء الأبطال و لا تتغير النهايات.
لكن الإثارة كلها في أن يكون نجاحك نسخة من شخصيتك، ولا يشبه أحدا.
لكن على هامش الفكرة هناك أشياء يجب على الواحد ألا يتجاهلها، عنصر الوقت مثلا، فالوقت (أغلى حاجة ببلاش)، و عندما تكبر لن تجد شيئا يستحق الندم عليه سوى الوقت الذى ضيعته في (ولا حاجة)، أن تعيش وقتك هذا أمر مهم، ليست هناك قواعد لإدارته سوى قاعدة واحدة، لا تضيع دقيقة دون استمتاع أو تحصيل معرفة أو سفر أو عمل علاقة جديدة أو مساعدة شخص أو حتى حفظ نكات جديدة تؤنس بها اصدقائك في الخروجة.
هناك أيضا فكرة مهمة بخصوص (التعب)، تعلم الواحد أن (التعب مابيروحش على الفاضى)، يدخر الواحد تعبه أحيانا لأنه يعتقد أن هذا الشىء لا يستحق كل هذا المجهود، و الحقيقة أن التعب هو الشىء الوحيد المضمون لأنه مدخرات طبيعية مثل الطاقة لا تفنى ول ا تستحدث من العدم، و ماتبذله من تعب للوصول إلى النقطة (1) في 10 ساعات لن يضيع إذا فشلت في الوصول لأنه قريبا جدا سيصل بك إلى النقطة (2) في ساعتين فقط، هذه معادلة أكيدة و على ضمانتى، (فماتستخسرش) تعبك، و لا تتعالى على ( الشقا).
النقطة الثالثة هي تحصيل المعرفة، أيا كان هدفك في الحياة لابد أن يكون ملحقا به هدف آخر و هو المعرفة، رصيد مضمون في الحياة، سيسعفك وقت الشدة، المعرفة هي الحياة أصلا، ومهما كنت ذكيا او موهوبا و تمتلك عقلا 180 حصانا، بدون مدخلات المعرفة لن يكون لك قيمة، دماغك الذهبية ما لم تقدم لها الخام الازم فلن تقدم لك ( قماش) أبدا، لست من محبى الجيم لكن إن كان ثمة تدريب يجب ان يقوم به الواحد فهو التدريب على الشغف، الفضول، عدم قبول الأمور على علاتها، رفض جملة (هي بتتعمل كدة)، المعرفة هي رصيدك في البنك و في رحابها يوجد (الستر).
لا طريق واضح، وهذا مثير، و الإثارة لن تتحقق سوى ب (الشقا) و حسن إدارة الوقت، و ستساعدك المعرفة في ذلك كثيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق