السبت، 27 أغسطس 2016

عمر طاهر : اهلا بكم في جمهورية انا مصري

جمهورية أنا مصرى لو احترفت اتحرق.
....
لماذا ننتم بجدارة إلى دول العالم الثالث ؟

بعيدا عن الفقر و مقياس الإقتصاديات و التعليم و احترام حقق الإنسان و الصحة إلى آخره، كل هذة الأمور تفاصيل تندرج تحت العنوان الأكبر و هو أننا دولة هواة.
فتش عن الإحتراف داخل هذا الوطن و أتحداك أن تمسك بملمح واضح له بداية من رئيس الجمهورية حتى الأطفال الواقفة على خط الملعب  المسئولة عن إحضار الكور الطائشة فى مباريات كرة القدم.
أمة من الهواة لا تمتلك خطة واضحة فى أى منحى يمكنها أن تحقق فى نهايته هدفا واضحا، لا أحد فى هذا البلد يعرف ما هو الطريق الذى لو سلكه إلى نهايته سيصل إلى محطة بعينها، كل الأمور الناجحة فى مصر تمت بمجهودات شخصية فردية يغلب عليها التوفيق و ضربات الحظ و التوفيق و إستغلال غباء و تكاسل و تراخ الآخرين، منطق الهواة هو الذى نتعامل به مع كل شىء من حولنا، مسخ الهواة قضية وزير التموين فى تردد صارخ بين منطقة القضية كفساد شخصى أو فساد عام، مسخ الهواة كل محاولات رفع شعبية رئيس الجمهورية التى تتآكل ببطء لكن بثقة، و كانت النتيجة عكسية يمكنك ملاحظة هذا فى إستفتاء المذيع المقرب على تويتر أو محاولات تهذيب و فلسفة تصريحات الرئيس الصحفية، ردود الرئيس نفسها شغل هواة يتحدث عن مستقبله السياسى بمنطق رضا الجماهير لا بمنطق طموح بعينه أو خطة مستقبلية واضحة، منطق الهواة كان باديا من أول لحظة تكلم فيها الرئيس الحالى بدون خطة واضحة و بفائض من المشاعر كان يخاطب أيضا فئة الهواة من الشعب التى سرعان ما اختارت و انحازت و تفانت فى الدفاع الأعمى بدون الوقوف لدقائق فى محاولة لقييم الأمور باحترافية لمعرفة كيف سيبدو المستقبل، هل تريد ما هو أبعد من ذلك ؟، ثورة يناير كانت ثورة هواة لم تشهد لحظة احترافية واحدة ( اللهم لحظة الاستمرار فى الميدان حتى سقوط النظام) لكنها كانت احترافية ناقصة لا تمتلك خطة واضحة لما بعد ذلك، مقاومة النظام القديم للثورة كانت مقاومة هواة أصلا خلت من فكرة واحدة ذكية تساعد على إحتواء الموقف، 30 يونيو كانت انتفاضة هواة لم تدرس جيدا ما بعدها و عندما فوجئت بالموقف كان التعامل يخلو من أى قدرة على التفكير المنطم الحكيم، و لازلنا حتى يومنا هذا نعانى من عدم احترافية التعامل مع الموقف، حتى الإخوان فى الفترة ما بين تولى الحكم و رابعة لم يقدموا فكرة واحدة ذكية تدعم وجودهم و اندماجهم فى الشعب و تذويب الغربة بينهم و بين الناس، الكلام عن فترة رئاسية جديدة قبل أن ينتهى نصف الأولى شغل هواة، شراء المحطات التليفزيونية و المواقع من أجل إخضاعها لسيطرة صوت واحد شغل هواة، الحبس و تكميم أية أفواه قد تعكنن على مزاج الرئاسة شغل هواة، الصحافة فى يومنا هذا يديرها الهواة المشغولون بالترافيك و أعداد القراء ولو على حساب المصداقية و باستخدام العناوين المجهلة الكاذبة، نشر الكتب و شغل الثقافة عموما يسيطر عليه هوس هواة البيست سيلر و الموضة و حجم اللايك و الشير.
القائمة طويلة، لم نتعامل مع أزمة كمحترفين يوما بداية من أزمة الغلاء و نقص العلاج مرورا بأزمة الدولار نهاية بأزمة فواتير الكهرباء، المكان الوحيد الذى يدعى الإحتراف كذبا هو ملاعب كرة القدم حيث يتم شراء و بيع لاعبين بملايين ليقدموا كرة بائسة فى ملاعب خاوية لا يحقق من ورائها أحد أية مكاسب إلا عواجيز استوديوهات التحليل الذين يقضون بالست ساعات يحللون هراء كروى.
يغيب الإحتراف عننا لأسباب كثيرة أهمها الذعر الذى يعيش فيه الناس، الخوف يعطل مفاتيح التفكير المنظم ، ولأنك لا تمتلك خطة أو رؤية واضحة تتعامل مع الأحداث (يوم بيومه)، وكل يوم يحمل كارثة جديدة الأمر الذى يجعل الذعر لا يتوقف و يستمر معه (التلويش) كما يليق بدولة تنتمى للعالم الثالث قلبا و قالبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق